الاسراء والمعراج:
هي ليلة من أعظم الليالي، وقد انزل الله القرآن آية من آيات الله سبحانه وتعالى ، هي نقطة تحول في طريق الدعوة الى الله ، وقدجاءت هذه الرحلة تأكيداً لصدق الرسول محمد صلوات الله عليه، بعد ما لاقى الرسول من اضطهاد شديد وسخرية وتعذيب وإهانة في الطائف، وتعد معجزة الاسراء والمعراج هي الدعم النفسي الذي حصل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موت زوجته، وأم أبنائه، و اول من آمنت به خديجة رضي الله عنها، وعمه المناصر له ابو طالب. وذكرى الإسراء والمعراج هي ذكرى خالدة في قلوبنا وفي كل مناسبة نتذكرها لنقف على أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وتصرفاته لتكون النور الذي يضيء حياتنا وطريق هدايتنا لسواء السبيل( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
وقام الله بتكريم سيدنا محمد بكثير من المعجزات منها إنتقاله من مكة لبيت المقدسو العروج بعدها إلى الجنة، وهي رحلة قصدها تكريم الرسول وإطلاعه على الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله.
وتعد واقعة الإسراء والمعراج من أهم الأحداث التي مر بها الإسلام منذ نشأته، و هو حادث يصعب على العقل البشري تصديقه، واذا لم يكن الإنسان على ايمان عميق بالدين الإسلامي فإنه لن يستوعب هذا الخبر، فالعديد من الصحابة فتنوا في هذه الواقعة، ومن كان فيه الدين الإسلامي متعمق ولا يهزه أي شيء ويقبل بتصديق هذه الوقائع مثل أبو بكر الصديق. وليلة الإسراء والمعراج هي 27 رجب 1724 هجري ، هي ليلة من أعظم الليالي بالنسبة لنبي محمد صلة الله عليه وسلم ولأمة المسليمن جميعاً
فضل ليلة الإسراء والمعراج:
1- هذه الواقعة أوضحت مكانة النبي التي لم يحظ بها أحد من أهل السماوات والأرض، وقال الله عز وجل ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاُ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، وعندما رفعه الله إلى السموات السبع وأراه الكواكب فالزمه صفة العبودية وهي تواضع للأمة، وصلاته إماماً للأنبياء هو أكبر دليل على انه خاتم المرسلين وانه شهيداً على الناس
( وكذلك جعلناكم امةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)، وعلى الرغم من المكانة المرموقة التي حصل عليها الرسول إلا أنه ظلّ متواضعاً.
2- صبر الرسول وثباته: فالرسول كان قدوة في كل حياته، في صبره على إيذاء الكفار له، وثباته ولم يكن يصبر بتضجر بل بصبر واحتساب، وصبر على فراق أحبته وهم خديجة، وعمه أبو طالب. وبالإضافة لصبر النبي فكانت هذه الواقعة هي إختبار لصبر المؤمنين وصدقهم في اتباعهم لدعوة الإسلامية، فالواقعة فوق مستوى العقل البشري( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)
3-ثقة الجندي وهو أبو بكر بقائده: فقد كانت ثقة أبو بكر الصديق بالرسول كبيرة جداً ولا تهزها أي حادثة كانت، فقد ثبت أبو بكر الصديق في هذا الموقف عندما كذبه الكثير من أهل مكة وإرتدوا عن دينهم، فذهبوا لأبي بكر وقالوا له: (أرأيت ما يقول صاحبك إنه يقول: انه أسري به إلى المسجد الأأقصى ونحن أردنا أن نذهب هناك لقطعنا مسيرة كذا وكذا، فما رأيك؟ قال أهو قال ذلك؟ قالوا : قال. قال أشهد إن كان قال ذلك فأنا أصدقه، إنا نصدقه في أعظم من ذلك، نصدقه في خبر السماء يأتيه).
4-كل الأنبياء يعبدون الله عز وجل وهم أخوة ودينهم واحد( وما أرسلنا من قبل من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)، وصلى بالأنبياء أجمعين في المسجد الأقصى.
5- وهذه الواقعة تدلل على أهمية ومكانة الأقصى وأهمية المحافظة عليه والعمل على استعادته مرة أخرى. وبهذا نكون قد ذكرنا وتحدثنا بغير تعمق شديد على أن ليلة الاسراء والمعراج من أهم الليالي التي أثبتت نبوة الرسول وصدقه، وأنه صلى بالأنبياء جميعاً ورأى أهل الجنة وأهل النار، وأن أكثر أهل النار من النساء بسبب لسانهم، وقد ألحد الكثير من المسلمين بسبب هذه الواقعة بحيث أظهرت من هو المتثبت بدينه ومن يمكن ان يرجع عن دينه بهذا الخبر، وكان أقوى أهل الإسلام ثباتاً هو أبو بكر الصديق.
كانت ليلة الإسراء والمعراج ليلةً خالدةً في التّاريخ الإسلاميّ ، فهي الليلة التي أسري بالنّبي صلّى الله عليه وسلّم فيها من مكّة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس ، حيث أراه الله من آياته الكبرى ، وقد جعل الله سبحانه هذه الليلة فتنةً للكافرين الضّالين ، فالمؤمن الصّادق الذي صدّق بالرّسالة وصدّق بالوحي من عند الله لم تزده هذه الحادثة إلا إيماناً وتسليماً كأبو بكر الصّديق الذي وقف متحدياً الكفر ليعلن بصوتٍ عالٍ صدق الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ، وأمّا من كان في قلبه مرضٌ وشكٌّ وكان ممّن يعبد الله على حرفٍ فقد كانت هذه الحادثة فتنةً له فانقلب وارتد عن دين الله ، فالله سبحانه ولحكمةٍ بالغةٍ أراد أن يمتحن قلوب النّاس في الإيمان لأنّه يعلم أنّ منهم من دخل الدّين مكرهاً أو لمصلحةٍ ، فكانت هذه الليلة المباركة امتحاناً وتمحيصاً لقلوب النّاس ، قال تعالى ( وما جعلنا الرّؤيا التي أريناك إلا فتنةً للنّاس ) صدق الله العظيم .
و قد أتى جبريل إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم بدابة البراق فحمل عليها ثم أسري به ، وعند وصوله إلى بيت المقدس وجد الأنبياء في انتظاره ليصلّي بهم إماماً في المسجد الأقصى ، وقدّم له إناءٌ من لبن وإناءٌ من ماءٍ وإناءٌ من خمرٍ فاختار النّبي اللبن ، فقال له جبريل هديت وهديت أمتك ولو اخترت الماء لغرقت أمّتك ولو اخترت الخمر لغويت أمّتك ، ثمّ عرج بالنّبي إلى السماء حتّى مرّ بالسّموات السّبع ومرّ بالأنبياء وكلّ ما مرّ بنبيٍّ سلّم عليه ورحّب به ، وقد رأى سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام آياتٍ كثيرةٍ في رحلته . و في هذه الليلة كتب على المسلمين خمسين صلاة في اليوم والليلة ، فراجع عليه الصّلاة والسّلام ربّه في ذلك ليخفّف عن أمته ، فخفّفها الله سبحانه حتى بلغت خمس صلوات في اليوم والليلة .
و إنّ في ليلة الإسراء ربطٌ عجيبٌ بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ليعلم المسلمون أنّ ما يتعرّض له أحد المسجدين وهو المسجد الأقصى من سوءٍ ينبغي أن يحرّك مشاعر المسلمين لتحريره من دنس الأعداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق